إن الله جل وعلا يقول: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [الغاشية:18-20]^ ثم ماذا قال بعدها: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ [الغاشية:21]^ كأن الله عز وجل يريد من الذين يدعون إلى الله أن يأخذوا: صبر الإبل، وسمو السماء، وثبات الجبال، وذلة الأرض للمؤمنين، ثم بعد ذلك: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ [الغاشية:21]^ ليس لليأس مكان عند المؤمن، وليس للقنوط مكان عند المؤمن ،، ها هو رجل يركب البحر وتنكسر به سفينته فيسبح إلى جزيرة في وسط البحر ويمكث ثلاثة أيام لم يذق طعاماً ولا شراباً، ويئس من الحياة فقام ينشد ويقول: إذا شاب الغراب أتيت أهلي ، وصار القار كاللبن الحليب ، لا يمكن أن يكون القار كاللبن ولا يمكن أن يشيب الغراب، معنى ذلك أنه يئس وأيقن بالموت، وإذا بهاتف يهتف ويقول: عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب ،، وبينما هو يسمع هذا النداء وإذا بسفينة تمر فَيُلوح لها، فتأتي فتحمله وإذ على ظهر السفينة أحدهم يردد منشدا. عسى فرج يأتي به الله إنه له كل يوم في خليقته أمر إذا لاح عسر فارج يسرا فإنه قضى الله أن العسر يتبعه اليسر ولن يغلب عسر يسرين ، فاعمل أخي ! لا تيئس وابذر الحب ،، فعليك بذر الحب لا قطف الجنى والله للساعين خير معين ستسير فلك الحق تحمل جنده وستنتهي للشاطئ المأمون بالله مجراها ومرساها فهل تخشى الردى والله خير ضمين ولنا بيوسف أسوة في صبره وقد ارتمى في السجن بضع سنين لا يأس يسكننا فإن كبر الأسى وطغى فإن يقين قلبي أكبر في منهج الرحمن أمن مخاوفي وإليه في ليل الشدائد نجأر